مقالات
أخر الأخبار

*وأفوض أمري إلى الله*

*وأفوض أمري إلى الله*

 

كتبت نهى محمد عيسى

 

كم مرة ضاقت بنا الدنيا حتى شعرنا أنها جدار ضخم يُطبق على أرواحنا ؟

كم مرة خذلَنا الأحبة وظلمَنا القريب وأوغلَت الأيام في قلوبنا خناجرها حتى لم نعد نحتمل ؟ كم مرة سجدنا لله بدموع مُرة وقلوب مثقلة وبوحيد مرهق يقول : يا رب تعبت؟

 

وهناك في أعمق نقطة من الألم حيث لم يعد في قلوبنا قدرة على الشكوى ولا في ألسنتنا قوة على الكلام تهبط هذه الآية كالماء البارد على قلب التائه في الصحراء :

 

“وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”

 

ليست مجرد كلمات بل نجاة … أن تُلقي بحملك كله عند الله

أن تضع بين يديه ما لم تستطع أن تفهمه

ما أوجعك حتى تعبت

ما أراد أن يُكسرك لكنه لم يستطع

أن تفوض يعني أن تتخلى عن القلق، عن الظنون، عن الخوف من الغد، وتقول لله : أنا لا أدري لكنك أنت تعلم فلا تتركني .

 

وهل يخذل الله عبدًا قالها بيقين ؟

 

انظر إلى قصة سيدنا موسى عندما توعده فرعون عندما اجتمع الظلم كله ضده عندما لم يكن له من أمره شيء قالها بقلب امتلأ يقينًا : وأفوض أمري إلى الله فكانت النتيجة؟

 

“فوقاه الله سيئات ما مكروا”

 

هل تدرك معنى هذا ؟

الله لم يُنقذه فقط بل وقاه .

لم يترك شرورهم تصيبه بل جعلها تنقلب عليهم حتى خرج من بينهم قويًا نقيًا غير منكسر

 

كم مرة ظننت أن الألم سيدمرك ثم مر الوقت واكتشفت أنك أقوى ؟

كم مرة ظننت أن الفقد سيقتلك ثم مضت الأيام ورأيت أن الله لم يكن ليأخذ منك شيئًا إلا ليعوضك ؟

 

لذلك

الآن في لحظتك هذه في وجعك الذي لا يعلمه أحد في حيرتك التي تأكلك قف ضع يدك على قلبك وقلها بيقين :

 

“وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”

 

ثم راقب كيف سيصنع الله لك مالم يخطر لك على بال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى